"ملحود" رجل عريق
من سلالة بني شمباز بن قارد - وقد عرف بين قومه بحب ذاته وتقديس قردانيته وشهواته
- ولذلك احبه قومه!
لا تظنن قصة ملحود هذه تاريخية وقعت في الازمنة الغابرة - فملحود يعيش اليوم بيننا وقد عايش زمن الذرة والفضاء والانترنت - بل وزمن الفيسبوك والتويتر! واليكم القصة:
كان "ملحود" يقود سيارته على شارع "35 اكتوبر" (ولا تستغرب فنحن على كوكب بني الحاد) - وكان الطقس معتدلا - واصوات العصافير و "الغربان" (وهم من بني عمومته بطريقة او باخرى طبعا) يغردون مع نسيمات الاصيل العليلة.
كانت اصوات مزامير الشيطان الصاخبة تحدث هزة على اوراق الشجر عند كل دقة تزلزل كل ما مرت عليه سيارته - وساترككم لتتخيلوا طريقة هزة رأس ملحود مع كل دقة!
وبينما ملحود يسير في طريقه اذ لاحظ عجوزا كبيرا على قارعة الطريق يحاول ان يقيم صلبه متكئا على عكازته -
اوقف ملحود سيارته والقى نظرة فاحصة على ذلك العجوز المنحني القامة - كانت حواجب العجوز البيضاء تتدلى على عينيه - ويداه ترتجفان وكأن ربيع ملحود اشد ما يكون شتاءا على ذلك العجوز الضعيف!
بدأ يستمع ملحود الى صوت ذلك العجوز المرتجف وهو يقول: "هلا اوصلتني يا بني"?
اخذت ملحود الشفقة - رغم انه لا يدري ما الدافع الذي جعله يجيب بنعم - حيث ان شيئا من الاخلاق والرحمة ليست في دستور بلاده - تجاهل ملحود القانون وقال: اركب!
بدأ العجوز يلقي المواعظ على ملحود في طريقه - وقد شعر ملحود بأن هذا العجوز ينغص عليه متعته في ذلك اليوم
كان العجوز يريد الخير لذلك الشاب المعتوه - حيث اراد ان يرشده الى ما فيه صلاح لحياته - لكن ملحود المغرور لم يأبه لكل ما قال العجوز - حتى انفجر في اثناء حديث العجوز وقال مقاطعا: "لا احب القيود في حياتي! فوفر نصائحك لنفسك!"
توقف العجوز عن الكلام تماما وقد فوجيء بأن هذا الشاب الجاهل لم يفهم حتى ان العجوز انما اراد له المصلحة والنصح ردا لجميله - لكن هذا الصمت لم يدم طويلا عندما وصلت السيارة الى مفترق طريق على مشارف بحيرة "اوهام" الكبيرة.
قال ملحود منزعجا: "غريب لم ار هذا المفترق في هذا المكان من قبل"!
نظر ملحود فاذا بطريق يمنى فرعية ولوحة منصوبة كتب عليها: "الجسر تحت الاصلاحات - الرجاء اخذ التحويلة اليمينية"!
لا تظنن قصة ملحود هذه تاريخية وقعت في الازمنة الغابرة - فملحود يعيش اليوم بيننا وقد عايش زمن الذرة والفضاء والانترنت - بل وزمن الفيسبوك والتويتر! واليكم القصة:
كان "ملحود" يقود سيارته على شارع "35 اكتوبر" (ولا تستغرب فنحن على كوكب بني الحاد) - وكان الطقس معتدلا - واصوات العصافير و "الغربان" (وهم من بني عمومته بطريقة او باخرى طبعا) يغردون مع نسيمات الاصيل العليلة.
كانت اصوات مزامير الشيطان الصاخبة تحدث هزة على اوراق الشجر عند كل دقة تزلزل كل ما مرت عليه سيارته - وساترككم لتتخيلوا طريقة هزة رأس ملحود مع كل دقة!
وبينما ملحود يسير في طريقه اذ لاحظ عجوزا كبيرا على قارعة الطريق يحاول ان يقيم صلبه متكئا على عكازته -
اوقف ملحود سيارته والقى نظرة فاحصة على ذلك العجوز المنحني القامة - كانت حواجب العجوز البيضاء تتدلى على عينيه - ويداه ترتجفان وكأن ربيع ملحود اشد ما يكون شتاءا على ذلك العجوز الضعيف!
بدأ يستمع ملحود الى صوت ذلك العجوز المرتجف وهو يقول: "هلا اوصلتني يا بني"?
اخذت ملحود الشفقة - رغم انه لا يدري ما الدافع الذي جعله يجيب بنعم - حيث ان شيئا من الاخلاق والرحمة ليست في دستور بلاده - تجاهل ملحود القانون وقال: اركب!
بدأ العجوز يلقي المواعظ على ملحود في طريقه - وقد شعر ملحود بأن هذا العجوز ينغص عليه متعته في ذلك اليوم
كان العجوز يريد الخير لذلك الشاب المعتوه - حيث اراد ان يرشده الى ما فيه صلاح لحياته - لكن ملحود المغرور لم يأبه لكل ما قال العجوز - حتى انفجر في اثناء حديث العجوز وقال مقاطعا: "لا احب القيود في حياتي! فوفر نصائحك لنفسك!"
توقف العجوز عن الكلام تماما وقد فوجيء بأن هذا الشاب الجاهل لم يفهم حتى ان العجوز انما اراد له المصلحة والنصح ردا لجميله - لكن هذا الصمت لم يدم طويلا عندما وصلت السيارة الى مفترق طريق على مشارف بحيرة "اوهام" الكبيرة.
قال ملحود منزعجا: "غريب لم ار هذا المفترق في هذا المكان من قبل"!
نظر ملحود فاذا بطريق يمنى فرعية ولوحة منصوبة كتب عليها: "الجسر تحت الاصلاحات - الرجاء اخذ التحويلة اليمينية"!
قال ملحود متذمرا: "ما هذا? انا اخذ هذا الطريق دائما - فما الذي حصل? من هذا الجاهل الذي وضع تلك اللوحة وسد هذا الطريق?!
نزل ملحود من سيارته وركل تلك اللوحة برجله ليفسح الطريق وقد استشاط غضبا ثم رجع الى السيارة!
قال العجوز: ماذا تفعل?
ملحود: "الا ترى ايها العجوز - الا ترى ما كان مكتوبا في تلك اللوحة!! الم اقل لك بانني لا احب القيود في حياتي!!
العجوز: هل انت مجنون?! هذا يا بني ليس تقييدا لحريتك ولكن ضمان لسلامتك!!
نزل العجوز من السيارة لما رآه من اصرار ملحود - وبمجرد نزوله انطلقت السيارة المتعجرفة نحو الجسر
ولم تمض دقيقة حتى سمع العجوز صوت صراخ ملحود - ثم صوت ارتطام السيارة بماء البحيرة - وغرق مسعود في بحيرة الاوهام!
تولى العجوز وقال: لقد نصحت لك - ولكن لا تحبون الناصحين!!
ايها الملحد: الدين ليس تقييدا لحريتك - ولكن ضمان لسلامتك! فان فهمت والا فلا تنس ان تسلم لنا على ملحود!!