بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدة المداومة والمحافظة على النوافل مع الفرائض
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
الشيخ : ... و نحن إذا تذكّرنا أنّ )) إنّ الإنسان خلق هلوعا إذا مسّه الشّرّ جزوعا و إذا مسّه الخير منوعا إلاّ المصلّين (( لكن هؤلاء المصلّين كما جاء في الحديث الآخر الصّحيح لا تخلو صلاتهم من نقص إمّا كمّا و إمّا كيفا , إمّا كمّا و إمّا كيفا , إمّا أن يضيّع شيئا من فرائضها أن يؤدّيها في أوقاتها و إمّا أن يحافظ عليها و يؤدّيها في أوقاتها و لكن ينقص من كيفيّتها فكلا النّقصين لا يخلو منه البشر بعامّة أمّا الأفراد منهم فيختلفون إذا كان و أرجو أن أكون دقيقا في قولي إذا كان و لم أقل إن كان
إذا كان في هؤلاء البشر من يحافظ على أداء الصّلوات في أوقاتها و لا يضيّع صلاة من صلواتها مطلقا فلا يخلو منهم جميعا أن يضيّعوا شيئا من صفاتها و كيفيّاتها , إذا كان الأمر كذلك يأتي هنا قوله عليه الصّلاة و السّلام ( إنّ الرّجل ليصلّي الصّلاة و ما يكتب له منها إلاّ عشرها , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , خمسها , ربعها , نصفها ) نصفها أين ذهب النّصف الثّاني وراء الزّرع , وراء الضّرع , وراء التّجارة , وراء الهندسة إلى آخره و هذا لابدّ منه لأنّه بشر و ربّنا عزّ و جلّ حينما وصف المؤمنين كان من أوّل صفاتهم أن قال)) قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون((
فمن منّا يستطيع أن يحكم على نفسه اليوم بأنّه في صلاته يحصّل الأجر كاملا بالمائة مائة ؟ لا أحد . من منّا يستطيع أن يقول عن نفسه اليوم إنّه خاشع في صلاته خاشع صفة لازمة أمّا خاشع بمعنى خشع فهذا لا يخلو إن شاء الله فرد منّا أن يخشع في صلاة ما و في يوم ما أمّا أن يكون صفة لازمة له فهو خاشع في صلاته فهذا كما كانوا يقولون قديما " أندر من الكبريت الأحمر "
فإذا كانت هذه طبيعة الإنسان بعامّة أنّ صلاته تكون ناقصة فبما يستدرك هذا النّقص ؟ بصلوات النّوافل و لاشكّ أنّ هذه الصّلوات ستكون كالفرائض أي فيها نقص لكن ما يكون فيها من كمال يضمّ إلى النّقص الّذي حصل في الفرض و من هنا يتبيّن لكم أهميّة قوله عليه السّلام حينما يقول الله عزّ و جلّ للملائكة ) انظروا هل لعبدي من تطوّع فتتمّوا له به فريضته ( إذا المقصود من هذا أخيرا هو أنّه يجب على المسلم أن يكون دأبه دأب ذلك الأعرابي الّذي قال ( و الله يا رسول الله لا أزيد عليهنّ و لا أنقص ) ذلك لأنّ ذلك الاعرابي أوّلا كان الفطرة و ثانيا شهد له الرّسول عليه الصّلاة و السّلام بقوله ( أفلح الرّجل إن صدق ) , ( دخل الجنّة إن صدق ) أمّا نحن اليوم فليس عندنا مثل هذه الشّهادة ليقال فينا كما قيل لذلك الأعرابي أو كما قيل لحاطب بن بلتعة ( و ما يدريك لعلّ الله عزّ و جلّ قال لأهل بدر اعملوا ما شئتم فإنّي قد غفرت لكم )لسنا نحن هناك و لذلك فعلينا أن نهتمّ على حدّ تعبير أولئك و أعوذ بالله من تعبيرهم و لا أقول من أولئك يجب أن نهتمّ باللّباب و القشور لأنّ القشر لم يشرع عبثا كما أنّه لم يخلق عبثا إنّما للمحافظة على اللّبّ إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السّمع و هو شهيد(( .
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
الشيخ : ... و نحن إذا تذكّرنا أنّ )) إنّ الإنسان خلق هلوعا إذا مسّه الشّرّ جزوعا و إذا مسّه الخير منوعا إلاّ المصلّين (( لكن هؤلاء المصلّين كما جاء في الحديث الآخر الصّحيح لا تخلو صلاتهم من نقص إمّا كمّا و إمّا كيفا , إمّا كمّا و إمّا كيفا , إمّا أن يضيّع شيئا من فرائضها أن يؤدّيها في أوقاتها و إمّا أن يحافظ عليها و يؤدّيها في أوقاتها و لكن ينقص من كيفيّتها فكلا النّقصين لا يخلو منه البشر بعامّة أمّا الأفراد منهم فيختلفون إذا كان و أرجو أن أكون دقيقا في قولي إذا كان و لم أقل إن كان
إذا كان في هؤلاء البشر من يحافظ على أداء الصّلوات في أوقاتها و لا يضيّع صلاة من صلواتها مطلقا فلا يخلو منهم جميعا أن يضيّعوا شيئا من صفاتها و كيفيّاتها , إذا كان الأمر كذلك يأتي هنا قوله عليه الصّلاة و السّلام ( إنّ الرّجل ليصلّي الصّلاة و ما يكتب له منها إلاّ عشرها , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , خمسها , ربعها , نصفها ) نصفها أين ذهب النّصف الثّاني وراء الزّرع , وراء الضّرع , وراء التّجارة , وراء الهندسة إلى آخره و هذا لابدّ منه لأنّه بشر و ربّنا عزّ و جلّ حينما وصف المؤمنين كان من أوّل صفاتهم أن قال)) قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون((
فمن منّا يستطيع أن يحكم على نفسه اليوم بأنّه في صلاته يحصّل الأجر كاملا بالمائة مائة ؟ لا أحد . من منّا يستطيع أن يقول عن نفسه اليوم إنّه خاشع في صلاته خاشع صفة لازمة أمّا خاشع بمعنى خشع فهذا لا يخلو إن شاء الله فرد منّا أن يخشع في صلاة ما و في يوم ما أمّا أن يكون صفة لازمة له فهو خاشع في صلاته فهذا كما كانوا يقولون قديما " أندر من الكبريت الأحمر "
فإذا كانت هذه طبيعة الإنسان بعامّة أنّ صلاته تكون ناقصة فبما يستدرك هذا النّقص ؟ بصلوات النّوافل و لاشكّ أنّ هذه الصّلوات ستكون كالفرائض أي فيها نقص لكن ما يكون فيها من كمال يضمّ إلى النّقص الّذي حصل في الفرض و من هنا يتبيّن لكم أهميّة قوله عليه السّلام حينما يقول الله عزّ و جلّ للملائكة ) انظروا هل لعبدي من تطوّع فتتمّوا له به فريضته ( إذا المقصود من هذا أخيرا هو أنّه يجب على المسلم أن يكون دأبه دأب ذلك الأعرابي الّذي قال ( و الله يا رسول الله لا أزيد عليهنّ و لا أنقص ) ذلك لأنّ ذلك الاعرابي أوّلا كان الفطرة و ثانيا شهد له الرّسول عليه الصّلاة و السّلام بقوله ( أفلح الرّجل إن صدق ) , ( دخل الجنّة إن صدق ) أمّا نحن اليوم فليس عندنا مثل هذه الشّهادة ليقال فينا كما قيل لذلك الأعرابي أو كما قيل لحاطب بن بلتعة ( و ما يدريك لعلّ الله عزّ و جلّ قال لأهل بدر اعملوا ما شئتم فإنّي قد غفرت لكم )لسنا نحن هناك و لذلك فعلينا أن نهتمّ على حدّ تعبير أولئك و أعوذ بالله من تعبيرهم و لا أقول من أولئك يجب أن نهتمّ باللّباب و القشور لأنّ القشر لم يشرع عبثا كما أنّه لم يخلق عبثا إنّما للمحافظة على اللّبّ إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السّمع و هو شهيد(( .
من سلسلة الهدى والنور
الشريط رقم : 480
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
الشريط رقم : 480
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله