التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الدرس الرابع/أقسام التوحيد

الدرس الرابع: بيان أقسام التوحيد:
وهي ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وأقسام الشرك ثلاثة: شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي.
فالشرك الأكبر يوجب حبوط العمل والخلود في النار لمن مات عليه، كما قال الله تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[1]، وقال سبحانه: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ[2]، وأن من مات عليه فلن يغفر له، والجنة عليه حرام، كما قال الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[3]، وقال سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[4].
ومن أنواعه دعاء الأموات والأصنام، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم ونحو ذلك.
أما الشرك الأصغر: فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركاً، ولكنه ليس من جنس الشرك الأكبر، كالرياء في بعض الأعمال، والحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشاء فلان، ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء)) رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه بإسناد جيد، ورواه الطبراني بأسانيد جيدة عن محمود بن لبيد عن رافع ابن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان)) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. وهذا النوع لا يوجب الردة، ولا يوجب الخلود في النار، ولكنه ينافي كمال التوحيد الواجب.
أما النوع الثالث: وهو الشرك الخفي، فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه)) رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ويجوز أن يقسم الشرك إلى نوعين فقط: أكبر وأصغر. أما الشرك الخفي فإنه يعمهما.. فيقع في الأكبر كشرك المنافقين؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، ويتظاهرون بالإسلام رياءً وخوفاً على أنفسهم. ويكون في الشرك الأصغر كالرياء، كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم وحديث أبي سعيد المذكور.. والله ولي التوفيق.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اهمية المطالعة في حياة الانسان

بسم الله الرحمن الرحيم  اهمية المطالعة في حياة الانسان   في سطور... المطالعة هي اهم شيء في حياة الانسان،هي التي تزوده بالمعلومات وتنمي فكره العلمي والخيالي والثقافي...وكذلك اصبحت المطالعة امر سهل وذلك عبر الانترنيت والمكتبات العامة والخاصةوالاندماج مع افراد المجتمع.لكن الان اصبحت المطالعة امر لايهم الاجيال عوضا من مطالعة الكتب والصحف والمجلات وغيرها والاستفاذة منها اصبحوالايهتمون بامرها ويقضون اوقاتهم في اشياء فارغة كالتشات والافلام الفادحة والمسلسلات التافهة والاغاني الشائعة البائعةان صح التعبير. لايستفدون ولايفيدون لايستنفعون ولا ينفعون،ويدخل في ذلك اولياءامرهم لانهم طرف من هذه القضيةلاينمون ابنائهم على المطالعةوتنمية فكرهم بل يهملونهم لدرجة انهم يذكرون جملة واحدة وهي {عندما يكبر يتدبر امره } وقد يجد هذا الطفل صعوبة في مجتمعه خصوصا الان لان كل شيء اصبح يعتمد على العلم والفكر والمعرفة والثقافة والاجتهاد والجدوذلك يعود على المطالعةوالبحث.فكيف هذا الطفل سيعيش مع مجتمع لا يعرف منه شيء لانه هو اصلا لايعرف شيء وكيف سينضرون اليه من هم اكبر من مستواه الفكري والعلمي واين ستكون م

لا يهولنك الباطل فان للباطل جولة ثم يتلاشى

gh

صلاتنا تكون ناقصة فبما يستدرك هذا النّقص ؟

بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فائدة المداومة والمحافظة على النوافل مع الفرائض الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله الشيخ  : ...  و نحن إذا تذكّرنا أنّ  ))  إنّ الإنسان خلق هلوعا إذا مسّه الشّرّ جزوعا و إذا مسّه الخير منوعا إلاّ المصلّين  ((   لكن هؤلاء المصلّين كما جاء في الحديث الآخر الصّحيح لا تخلو صلاتهم من نقص إمّا كمّا و إمّا كيفا , إمّا كمّا و إمّا كيفا , إمّا أن يضيّع شيئا من فرائضها أن يؤدّيها في أوقاتها و إمّا أن يحافظ عليها و يؤدّيها في أوقاتها و لكن ينقص من كيفيّتها فكلا النّقصين لا يخلو منه البشر بعامّة أمّا الأفراد منهم فيختلفون إذا كان و أرجو أن أكون دقيقا في قولي إذا كان و لم أقل إن كان إذا كان في هؤلاء البشر من يحافظ على أداء الصّلوات في أوقاتها و لا يضيّع صلاة من صلواتها مطلقا فلا يخلو منهم جميعا أن يضيّعوا شيئا من صفاتها و كيفيّاتها , إذا كان الأمر كذلك يأتي هنا قوله عليه الصّلاة و السّلام  (  إنّ الرّجل ليصلّي الصّلاة و ما يكتب له منها إلاّ عشرها , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , خمسها , ربعها , نصفها  )  نصفها أين ذهب ا